الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

معزوفة - 3 !!



1- أعتبرأندرو وايث ت2009 أحد أعظم رسامي القرن العشرين،لم يتجاوز عالمه كوخه الصيفي،وقارب على جزيرة تل 1954 ويث هو صاحب لوحة (عالم كريستينا)أعظم لوحات النصف الثاني من القرن العشرين،عندما شاهد الرسام الطفلة تزحف عبر الحشائش صوب منزلها،كان هذا الزحف يشبه عبور المحيط بالنسبة لها،لكنها بضعة خطوات بالنسبة لنا،تقنيات ويث في اليدين المريضتين والحذاء المتسخ ظلت كريستينا محور لكثير من لوحات ويث وصديقته المقربة،في جميع مراحلها العمرية،كان قلب ويث المرهف ينبض بالحب داخل لوحات كريستينا بشكل لافت.

 

2- كتب غوته ملحمته (فاوست) قبل أن يكتب فيرتر،لكنها لم ينهها إلا قبيل وفاته(استمر في كتابتها ٤٠ سنة)،وهي ملحمة غرس فيها غوتة روحه وروح الإنسانية تعرض داخل فاوست لمعضلة فيرتر،(نشر الجزء الأول من فاوست قبل نشر فيرتر)،وكأني به قد توقف أمام جدار مظلم ظل يحفر خلاله لعقود حتى خرج عبر نفق الجزء الثاني من فاوست،مطبقا مذهبه في الشعر في أنه ليس درسا أخلاقيا أوتعليميا،بل  فلسفيا معقدا يختزل مئات المعاني  .       

3- يجب أن يفرق القارئ المتقن،بين كتب المطالعه،وكتب الإشتغال،فعناك كتاب يكفى مطالعته لترميم بعض الثغرات وتجميل بعض المعلومات،وبعضها يجب أن  يتم الإشتغال عليه لسنوات وقراءته بدقة ومراجعة مصادره،وهذا بشمل كل الفنون حتى في الأدب بل والروايات قراءة ديستويفسكي ليست كقراءة هتشكوك .

4- في ذهابي مع أخي وابنه الصغير قبل قليل لصلاة، كنا نتبادل حديثا سياسيا صاخبا،وبالطبع بمجرد دخولنا المسجد التزمنا الصمت المهيب المقدس كان أمرا اعتياديا بالنسبة لنا،فاجأني الصغير بعد خروجنا قائلا: لماذا ياعم صمتم عند دخول المسجد فجأة ولماذا لانتحدث في الصلاة،فأشرت إلى صدره قائلاً: يابني يعيش في داخلك شئٌ عظيم،فقدناه عندما كبرنا،نسترجعه للحظات حينما ندخل هذه الأماكن ولهذا نصمت،ولى الصغير يطارد الحمائم وهو يبتسم.

5- ألبرتو مانغويل : عدد الكتب التى نود أن نقرأها ولم نفعل كعدد الكتب التى نتمنى أن نكتبها ولم نفعل , البرتو له ثلاث كتب عظيمة عن القراءة والكتب:الأول: تأريخ القراءة ونشرته مترجما للعربية دار الساقي.الثاني: المكتبة في المساء،وترجم مؤخرا من من دار المدى لكن لم أقف على الترجمة.الثالث: مقالات في القراءة وهي مجموعة مقالات ومحاضرات له مجموعة في كتاب، جميع الكتب الثلاث نفيسة للغاية ومهمة وضرورية الأقتناء،وهنا مقطع لمانغويل يتحدث فيه بصوته عن تأريخه مع القراءة وعن كتابه الثالث:
 
مانغويل يتحدث عن كيفية قراءة الصورة (اللوحة)، يجب أن نقرأها كقراءة رواية من الطراز الرفيع:
 
مانغويل تأثر كثيرا باستاذه بورخيس،ويظهر تأثره حتى في كتابته السردية الشعرية،رغم انه ليس قريبا حتى من موهبة بورخيس الروائية الشعرية .
        
6- تقنية الرسم(الليثوغرافية)،التي نشأت في القرن التاسع عشر كانت أحد سمات القرت البارزة،حيث كان الرسام يرسم بما يشبه القلم على حجر كلسي حتى يتم قلبه وطباعته على الورق،لأن الرسومات الليثوغرافية تختص غالبا في رسومات الكتب،مثل رسومات ديلاكروا على فاوست غوتة(ترجمة جيرارد نيرفال) هذه البساطة والسرعة(لاحاجة للفرشاة والعمق اللوني)،جعلتها أكثر مباشرة وبساطة و وضوح.
 
7- خليل مطران الشاعر المجيد 1872-1949م


وأجمل قصائده (المساء) وفيها:
شاك الى البحر اضطراب خواطري  ...  فيجيبني برياحه الهوجاء
 ثاو على صخر أصم وليت  ...  لي قلبا كهذي الصخرة الصماء
ينتابها موجٌ كموج مكارهي  ...  ويفتها كالسقم في أعضاءِ
وهذه قصيدة لخليل مطران عن واقعة حقيقية نُسبت مغلوطة في اغلب مواقع الانترنت لجبران



8- حديث فن  -
الحديث عن الفن دائما يكون فرع للحديث عن الجمال! الفن هو لاهوت الجمال .
مسألة الذوق في القن الخلاف فيها قديم ، حتى افلاطون ذكره في المدينة الفاضلة ، وجعل من مهمة الحراس حراسة الذوق عن الأنحطاط في العمارة والموسيقى .
لكن هل يمكننا وضع معيار فني؟
بالطبع لايمكن ذلك اوعلى الأقل يصعب جدا فعل ذلك،الفن لايوجد فيه مطلق ، كما في مقولة كانط:لايجب أن تقول هذا جميل بالنسبة لي؟ لانه لايوجد مطلق فبالتأكيد الجمال هنا بالنسبة لك فقط!هل السريالي انحطاط؟هل البوب أرت انحطاط؟هل في الأدب السريالية والشعر المتوحش انحطاط،هل الروك انحطاط ؟ شعبوية الفن، الرسم دائما يلحق بركب الأدب، السريالية الأدبية هي من انتجت السريالية الفنية،وكذلك الأدب الشعبي الأدب في القرن الثامن عشر أدب المشردين حينما انبثق الأدب وتوجته بؤساء هوجو ونزل الى الشارع الى العامة،بعد ان كان قاصرا على النخبة لقرون وهذا كان موضع خلاف امتد لأكثر من قرب بين النقاد والأدباء واعتبر تشويها للأدب ونزولا بمستوى اللغة من قياسية الى شعبية..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق