الجمعة، 24 أغسطس 2012

عالم عُمر ..

شئ مني ..


  • حينما يتكلم كبير السن الذي جاوز التسعين أُنصتُ بشغف إنه قرن من الزمان يتحدث، بحرٌ من الحوادث،جبلٌ من العواطف،وبقية رمق حياة في رشفات أخيرة
  • أعلمُ أني قطرة في محيط و نسمة في هواء،لكنني قطرة منتشية ونسمة متمردة،احاول جمع المحيط في ابريق،والهواء في قارورة،أنا حبة رمل لكن على القمر.
  • لاتقع لي الأحداث الكبرى الا في الأيام الرتيبة الخالية من التنبؤات والإشارات،شئٌ يشبه سكون الريح قبل حلول العاصفة،وصلابة الزجاج قبل تهشمه
  • بين أكمام الورد، وأكوام الكتب، وأنفاس العطر، وانبلاجات الفجر،هناك فقط يمكن أن تقودكِ الي الطرقات.
  • قلبي مشرد،صديقٌ للمتاهات،يحب المساكين،يرافق أعمدة الطريق في سكونها حتى تشرق الشمس،قلبي مركب عتيد يغرق في قطرات مطر، قلبي مسكين اثقله الحنين.
  • البحر هو الوحيد الذي يبتسم لي حين أتجهم له،يستقبل أمنياتي بفرح حين أقذفها بحزن، يرسل أمواجه المتتالية كنغمات تحمل كل واحدة منها أنشودة مطر.
  • كم عمركِ؟! عشرون قُبلة وبِضع حنين.
  • قبل عشرين عاما أهداني أحد الأدباء ملحمة(الحرب والسلام)ثم سألني بعد أن قرأتها،كم زاد عمرك؟ فأجبت(قرنٌ من الحب والسلام)وهكذا هي الكتب بعضها يضيف الى عمرك دقائق وبعضها أيام وبعضها سنين وبعضها يهبك عمرا جديدا،لكن المخيف أن بعضها قد يسلب منك الكثير من الأيام والسنين.
  • كل فراغات العالم يمكن أن أتقبلها و أحتملها،أن أكون فارغاً من مال،فارغاً من أصدقاء،فارغاً من وطن ....من كل شئ،إلا أن أكون فارغاً من أحلام.
  • سيدي،كل أفكاري وأحلامي تخرج من رحم روحي،فكلها ابنائي بالصلب لابالتبني،لايوجد لدي أفكار عظيمة مقربة وآخرى تافهة مهترئة كلها بالنسبة لي مهمة ملهمة وعظيمة،من التفكير في طريقة لصيد القطة المرقطة،إلى مناقشة معضلة آينشتاين الزمكانية،ومن تخيل جسدها المثير إلى كتابة نص في طرق التأويل.هذا مايفعله عقلي كل دقيقة،أشعر أنه تحول إلى مهجع كبير لعشرات الصغار ذوي الأعين المقعرة،لهذا قلتُ: أفكاري تخرج من رحم روحي .
  • من ابتهالات المساء:اللهم لاتجعل الطفل الذي في داخلي يكبر، ولا الروح التى تتلبسني تصغر.
  • 22 يناير ،يصادفُ اليوم الذي ولدتُ فيه،تقول والدتي،أنني لم أصرخ مباشرة،فقام الطبيب بقرص أذني،كانت أول لفتة حانية من الكائنات التي تقبعُ في الخارج وكان أول درس لي في هذا العالم،الصرخة هي اعلان حياة وللحصول عليها يجب أن توهب بعض الألم،وانتظم الصراخ وانتظم الألم،الصرخة بعد أول سقطة،بعد بعد أول لعبة،بعد أول درس،بعد أول كتاب،أول قُبلة،أول انتصار،لكن الصراخ قد يتشكل من غير الصوت ربما على هيئة حروف،أوغيمة دموع،أو ثبات مزعوم التفت كل يوم إلى الخلف،متأملاً أيامي الماضية،حين تنسحب بهدوء كموجات المحيط،تدفع كل واحدة أختها لتمتزج معها وينسجم المحيط في خط واحد عبرالأفق .
  • ماذا لو قدمت لنا فرصة عيش حياة آخرى مختلفة؟! شخصيا،لن أستبدل حياتي ولن أبدل مساري،رغم تعدد أخطائي،وتكاثر خطاياي،ومؤلم سقطاتي،وعمق جراحاتي.لن أستبدل ذاتي الخاطئة الجريحة،بل سأظل كما أنا،الظل الذي يفارق عموده عند الظهيرة،والعابث الذي يغادر حفل تكريمه وقت تسليم الجائزة  أنا أعيش في خضم ذلك المجهول،في هذه اللحظة التي أكتب لك فيها لاأعلم ماذا ستكون الكلمة المقبلة:)تكمن روعة الحياة في كونها فرصة وحيدة .

 

الاثنين، 13 أغسطس 2012

فصول ..



  • لاتوقظ الشمس أعين الكائنات النائمة فقط،بل توقظ في داخلنا أيضا الكثير من الذكريات والأحاسيس المختبئة.

  • للشمس معي حكاية،كانت هي أمي الحانية في سنوات الطفولة والبُعد عن الغالية،كنتُ اسرع متسلقا الجدران أتحين لحظات الغروب لأتجمد مأخوذا بسحرها لطالما كان سقوط الشمس المهيب وانغماسها الرتيب نحو الغرب منظرا يضطرب له قلبي الصغير،كما فعل الشاعر ريلكة وأحسن في مقارنة الغروب والشروق .

  • الفجر كائن لايستفز الخطى،بل يتمهل السير وئيدا،لأنه يعلم جيدا،أنه خيط رفيع فاصل بين بحر الليل وسكانه العاشقين،وميدان النهار وعمّاره الصابرين.

  •    ·كشجرة في رمق الخريف الأخير،تتساقط أوراق الأمل واحدة أثر أخرى،حتى تتجرد من أوراقها،هكذا نحن وطوابيرالخيبات التى تنتابنا لكن نبقى وتبقى الشجرة.

  • الفجر كائن من طيف،مولودٌ من رحم الليل وتباشير الصبح،مخلوطٌ بانفاس النهار وبقايا الظلام،هو الوقت الذي تظهرُ فيه الطبيعة مفاتنها وتكشف اسرارها .

  • لم يبق من لوعة المساء التى ارتشفتها قطرة قطرة،إلا قطرة الفجرالأخيرة،تلك التي أدخرها حتى آخر رمق الليل المغادر،يارحيلي المّر وفقَدي الأمّر.

  • بلغ من تكدس الكلمات في صدري وأحتباسها،الحد الذي أحتاج فيه إلى أنزوى في ركن عاري من الكون، ركنٌ يبتلع الصوت لأصرخ بكل العواصف التى تموج داخلي
  • مكسور القلب،مستلقياً على المرج البارد الأخضر،اتلقف بنهم دفقات ضوء الشمس التي تنفذ بسرعة البرق من خلال نوافذ القطار السريع الذي يحجبها عني.
  • للشتاء رائحة الحب وعطر الشوق ونسمات الحنين،ولهذا أقف في صف ديدرو حينما صنف أخلاق الحواس فجعل (للشم)خُلق الرغبة وطبيعتها.

  • ٢٥ نوفمبر،الساعة الثالثة،أتجول وحيداً في طرقات مدينتي التي أعرفها جيدا حاملاً خريطة،لكنها خريطةُ مدينة آخرى بعيدة، تتجول هي فيها وحيدة.أخشى أن تتعثر بحجر في مدينتها البعيدة،فأزيح كل الأحجار التي تعبر طريقي،اشفق عليها من غصن متدلي فأرفع كل الأغصان في طريقي.
  • يالشتاء كم تخفى تحت رداءك الثلجي الأبيض من قلوب حمراء ملتهبة.
  • أشعة الشمس التي تذيب الشمع،هي نفسها التي تقوي الآجر، المشكلة تكمن في ذاتنا ونوع مادتنا لا في الأشياء التى تتسلط علينا.
  • رفاق الطريق في هذه الليالي الشتوية الباردة قليل،تتلوى طرقات المدينة كافعى صفعها الشتاء،الجميع من حولي يتبادلون حديثا باردا شاحبا،الجميع هنا لايسكنه البرد بل هو من يسكن البرد،الجميع يبحث عن دفء لكنهم لايبعثون عليه؟!الدفء لايسكن القلوب الباردة!
  • لماذا كل الصباحات فيروزية دافئة حالمة وتضج برائحة القهوة؟هل الجميع يعيش في ذات المكان من الجنة؟! نعيق أبواق السيارات يعطر صباحات المدن الحالمة،صراخ الأطفال الغاضبين،تذمر قائدي المركبات عند التقاطعات،رائحة العوادم المريعة :)
  • أكره الضجيج،لهذا انزوى وقت الإجازات في زاوية من مكتبتي،مغرمٌ بالمتاحف والمعابد حيث الصفاء الروحاني والوحي الصوفي،يتلبسني جسد زوربا زمن الحب .
  • لاينسحب الدفء فجأة ليلحق بالشمس المغادرة،بل تنسحب حبيباته العالقة بالجدران والنوافذ بالتدريج،بعضها ترفض المغادرة لتبقى عالقة داخلناالى الأبد .
  • الغروب هي اللحظة الوحيدة التي يخرج فيها الكون علبة الوانه،ليصبغ كل الأشياء من حولنا بلون واحد،بالأرجواني المتدرج.







 

نوافذ ملونة


  • الكتابةُ أحياناً وجع.نافذة صغيرة نهرب عبرها لكنها ضيقة لدرجة أننا نحشر أرواحنا من خلالها فتنخدش جلودنا وتنجرح أطرافنا.
  • مشكلتي ليست في الكلمات التى نطقتها وأخرجتها من قلبي ،بل في بقايا الكلمات التى أحتبستها وعلقت داخل صدري
  • لايمكن للناي أن ينغّم صوتا غيرحزين وإن كان النافخ فيه أسعد البشر، لأنه قُطع من غصن الشجر.
  • بعض الحلول قريبة جدا منك لدرجة أنك تبحث عنها من حولك ولا تراها.
  • حاجتنا لإغداق الحنان لاتقل عن حاجتنا للحصول عليه .
  • لوكانت الأحلام تحمل في حقيبة خلف ظهورنا؟ - لتبعثر معظمها.-ولسرق بعضنا أحلام الآخر.-ولنائت بالثقل ظهور معظمنا حتى تتحطم.
  • اتعس الكائنات حظاً عينان جميلتان في وجه بائس .
  • في الأنتظار قد يتجمد الجسد لكن لن يتجمد الزمن، بل ستمر الثواني والساعات والأيام من خلالنا بإنتظام كحبات رمل في ساعة أثرية
  • الحقيقة الوحيدة في الكون:(أنه لايوجد أحد يمكنه أن يحصل على الحقيقة الكاملة) سيظل الأنسان يبحث دوما عنها،وسوف يفنى حين يتوقف عن السعى وراءها.
  • الكاتب والرسام والفنان الحقيقي، لايصف الحياة لنا ! بل يجرّدها ويشرّحها ويحللها، يفككها في داخلنا ثم يعيد ترتيبها مرة آخرى لكن بمظهر جديد.
  • قال لي راهبٌ بوذي: الدنيا عادلةٌ في توزيع الخيبات،الفرق فقط أن البعض يتلقاها بنظام الدفعات المنتظمة!!الفرق يكمن في زمن وحجم الخيبات،خيبات صغيرة متفرقة في أشهر أو خيبة عظيمة مؤلمة في العمر.
  • الزمان والمكان التى طالما حلمت أن اتوغل فيه وأقف عنده،هو التسمرعلى حافة الزمن،والوقوف على طرف اللحظة كسباح يتجمد زمنه لحظة انحناءه للغوص
  • أصدقُ الأسئلة هي تلك المخبئة،التي لاتستيقظ إلامنتصف الليل.
  • الروعة لاتكمن في أن تصنع من غير المتناهي أشياء متناهية،بل العكس،نبجل الأصابع التي تعزف على أربعة أوتار لأنها تخلق عددا لامتناهيا من النغمات.
  • لماذا صوت النائ مجروح ، لانه مقطوع من جذع ! بالقوة قطعه الحطاَب ليبيعه للنار، تدخلت الاقدار، وبرته باحتراف يد نجار، ليعانق شفتي عازف قلبه مغرم ليصدح بصوت من نور ، ليعانق ذلك الصوت قلبها المخموم،.... هاذي هي قصة ( ناي )
  • كل ليلة حين أعبر الجسر،وانسل بين ثنائيات العشاق وبقايا المتوحدين،أدرك السرالكامن وراء تترس القلب خلف الأضلاع وداخل حنايا الصدر،خوف الأغتيال.
  • الرواية العظيمة فقط،هي التى لايتوقف الحوار وأحاديث شخصياتهاحين تطوى آخر صفحة فيها وتضعها على الرف،بل يستمر الحوار مشتعلا في داخلك إلى الأبد
  • كان هناك اعتقاد لدى بعض الشعوب،أن الكرة الأرضية،عبارة عن قوقعة تحملها أربعة أفيال تقف على ظهر سلحفاة،الذي فاتهم أن السلحفاة تقف على أنفها وأنها حين تعطس يتسبب هذا بهزات أرضية، كتفسير منطقي وحيد لوجودها على ظهر سلحفاة!!
  • أفضل الصداقة(بل وحتى العلاقة العاطفية)،هي التي تنبت داخل كتاب،يغلفها شغف المعرفة وحب العلم،تشعر كل يوم أنها تلبس لباسا جديدا مهيباً وجميلاً.