الجمعة، 6 سبتمبر 2013

معزوفة - 13




1- الكتابة انفتاح جرح ما، كما يقول(كافكا)،وهذا صحيح ربما،فلايمكن أن يكتب شخص فارغ من الداخل،فالكتابة نافذة إلى الداخل،لايمكن أن يكتب من لم يتذوق ألم طعنة،ويصرخ من انبعاث جرح،يشاهد احتضار صديق ونهاية حياة،أويعايش قصة حب،وفرحة وليد،يتذوق طعم الإنتصار،ولذة الإنتقام،وسمو العفو غارقٌ في الحب،يجتاحه الحنين،ويعذبه الفقد،يتعرض لعوادي الزمن وآفات الوقت،يسبح في تأملاته الصوفية وهو منغمسٌ في مغامراته الماجنة،كل هذا وأكثر وقد يصبح حينها كاتب وقد لايفعل!


2- بروكرست اسطورة يونانية عن رجل يجلب الزوار ثم يضعهم على سرير حديدي في بيته فمن زاد طوله عن السرير بتر الزائد من جسده ومن نقص مده حتى يساويه سرير بروكرست للأسف موجود في أدمغة وقلوب الكثير منّا،فنادرا ما نتقبل الشخص كما هو إما أن نبتر أطرافه أونمدها،حتى تتساوي مع رغبتنا


3- التقسيمات التي توضع للعلوم وحتى لتفسير الطبيعة أو أيضا المجتمعات،مثلا الفردية والجمعية،التسامح والطغيان،الواقعية والمثاليه..الخ هذه لاتوجد عبر خطوط واضحة المعالم كالخطوط المادية،لكنها أشكال تقريبية لتشريح الحالات العامة، على سبيل المثال الماء في المحيط  حينما تشاهد المياه الزرقاء الممتدة عبر المحيط،ثم تحوز بعضها في وعاء زجاجي،فهذا الجزء يحوى لونا مختلفا لن يكون أزرقا،هنا يكمن الفرق وهومتعلق بالحالة البصرية لنا وليس بالماء.


4- كلمة البير كامي في حفل نوبل 1957م حين تلقى الجائزة،والكلمة عمل أدبي رفيع مستقل(وقد طبعت بالفعل) واشتهرت باسم خطاب السويد أو استوكهولم، وبرفقه محاضرته هناك أيضا، وقد ترجم إلى العربية بعنوان الأديب المعذب لكني لم أقف على الترجمة العربية 



5- لدي قناعة أن الطيورهي أسعد الحيونات،ربما لأنها حرة وتشاهد الأرض من علو،حتى ذكورها حين تتقرب من الأنثى لاتزأر وتعرض قوتها،بل تغنى لها وترقص:) مقطع الطيور المهاجرة يذكرني بحديث للرلكة قال فيه لحبيبته:نحن كالطيور تخفق بأجنحتها لذا لاتتصافح بل تتلامس عبر أجنحتها لذا فحين تحب المرأة شخصا أعتاد التحليق بحيث لايستطيع أن يتنفس إلا حين تخفق أجنحته،حين تتدفق المناظر من تحته بسرعة تدفق الهواء،وهي تحاول اللحاق به،وأن تلامس بجناحها أطراف جناحه،ثم تبتعد عنه وقد انهكها التحليق،وكلما امتد الوقت تخلى عنه رفيق،لكنه لايبالي ضحى بالحب لأجل الحرية .

6- أحببت مقالة أورتيغا عن ستندال ونظرية الحب عنده،لفت نظري توصيفه للفرق بين الحب والغريزة طبعا أشعر أن هناك مبالغة في نقد ستندال ونقد نظريته في الحب التي اسماها(البلورة)،أورتيغا تعامل مع طرح ستندال على أنه فلسفي رغم أن ستندال في كتابه العميق جدا عن الحب،أشار إلى عكس هذا،وضطر إلى تسمية نسقه(إيديولوجيا الحب)،لذات السبب الذي تحامل عليه فيه أورتيغا؟ فستندال لم يتطرق إلى فلسفته الحب،بل عرض أفكار وانفعالات الحب،ولهذا اسمى نسقه الذي اوصله الى نظرية البلورة في الحب بايديلوجيا.
 
 
7- الإنسان كائن غرائبي،لاتنتظم إنفعالاته والتصرفات التي تنتج عنها في نمط منطقي قابل للتفسير،أي محاولة لتفسيره هي محاولة لتحويله إلى كائن آخر.التقنية من حولنا مدعمة بمفهوم الدولة الحديثة(الغول) تحولنا إلى مجتمع من النمل الذي يعمل وفق نمط إجتماعي محدد،تذوب فيه فردانيته وتنصهر واجبات عمل محددة،نمط عيش ثابت وتقنية بقاء محددة،تسلب كل مايميز الإنسان من تناقضات داخلية ومشاعر فوضوية وروح تمرد جعلته سيد الكائنات نتناسى أن في الإنسان نفخة من روح الإله،الفن هو خط الدفاع الأول والأخير الذي يبقى داخلنا شعلة تمرد وحب وجنون وغضب وانتصار وحزن وخيبة
 
 
8- لم أقتنع كثيرا بفكرة التصالح مع الكون،العلاقة لم تكن أبدا ودية بل كانت دوما تصادمية،بين شعور الأنسان بالتفوق وشغفه بالسيطرة وتمرد الطبيعية وسحقها لكبرياءه،لايوجد مشكلة للإنسان مع العالم،لكن يوجد مشكلة للعالم مع الإنسان،أتذكر عبارة باسكال التي سطرها في مذكراته تعليقا على نظرية أن الأرض ليست مركز الكون،والدائرة ليست الشكل الكامل، كتبها سنة ١٦٢٢م:الآن يمكن أن نقول أن الإنسان أصبح مجرد شيئ عابر في الكون

هناك 3 تعليقات:

  1. ما أعمق كتاباتك أحبها يارب يوم تخلد قي التاريخ بعمق العمق فيها !

    ردحذف
  2. كيف تكتب بهذا العمق وبهذة المقدرة الفذة في عرض تصورات الاشياء وتناقضاتها .وكيف تلمس تلك النقطة الحساسة في مشاعرنا وتناقضاتها وكيف تصور الاشياء بهذا الجمال والروعة اتمنئ بان اكتب مثلك وتكون لدي القدرة علئ روعة التصوير والكتابة بقدرك . رائع


    ردحذف
  3. كيف تكتب بهذا العمق وبهذة المقدرة الفذة في عرض تصورات الاشياء وتناقضاتها .وكيف تلمس تلك النقطة الحساسة في مشاعرنا وتناقضاتها وكيف تصور الاشياء بهذا الجمال والروعة اتمنئ بان اكتب مثلك وتكون لدي القدرة علئ روعة التصوير والكتابة بقدرك . رائع


    ردحذف